سورة الفتح - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفتح)


        


{إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} حكمنا لك بإظهار دينك والنُّصرة على عدوِّك، وفتحنا لك أمر الدِّين.
{ليغفر لك الله ما تقدَّم من ذنبك} ما عملت في الجاهليَّة {وما تأخَّر} ممَّا لم تعمله وقيل: ما تقدَّم من ذنبك، يعني: ذنب أبويك آدم وحوَّاء ببركتك، وما تأخَّر من ذنوب أُمَّتك بدعوتك. {ويتم نعمته عليك} بالنُّبوَّة والحكمة {ويهديك صراطاً مستقيماً} أَيْ: يُثبِّتك عليه.
{وينصرك الله نصراً عزيزاً} ذا عزٍّ لا يقع معه ذلٌّ.
{هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين} اليقين والطُّمأنينة {ليزدادوا إيماناً} بشرائع الدِّين {مع إيمانهم} تصديقهم بالله وبرسوله.


{الظانين بالله ظنَّ السوء} يظنُّون أن لن ينصر الله محمَّداً والمؤمنين {عليهم دائرة السوء} بالذُّلَّ والعذاب، أَيْ: عليهم يدور الهلاك والخزي.


{إنَّا أرسلناك شاهداً} على أُمَّتك يوم القيامة {ومبشراً} بالجنَّة مَنْ عمل خيراً {ونذيراً} منذراً بالنَّار مَنْ عمل سوءً.
{وتعزروه} أَيْ: تنصروه {وتوقروه} وتعظِّموه.
{إنَّ الذين يبايعونك} بالحديبية {إنما يبايعون الله} أَيْ: أخذك عليهم البيعة عقدُ الله عليهم. {يد الله فوق أيديهم} نعمة الله عليهم فوق ما صنعوا من البيعة. {فمن نكث} نقض البيعة {فإنما ينكث على نفسه} فإنما يضرُّ نفسه بذلك النَّكث.
{سيقول لك المخلفون من الأعراب...} الآية. لمَّا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكَّة عام الحديبية استنفر مَنْ حول المدينة من الأعراب حذراً من قريش أن يعرضوا له بحرب، فتثاقلوا عنه وخافوا قريشاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أنفسهم، فأنزل الله تعالى: {سيقول لك المخلفون} الذين خلَّفهم الله عن صحبتك إذا انصرفت إليهم فعاتبتهم عن التَّخلُّف: {شغلتنا} عن الخروج معك {أموالنا وأهلونا} أَيْ: ليس لنا مَنْ يقوم فيها إذا خرجنا {فاستغفر لنا} تركنا الخروج معك، ثمَّ كذَّبهم الله تعالى في ذلك العذر، فقال: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم...} الآية.
{بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً} وذلك أنَّهم قالوا: إنَّ محمداً وأصحابه أكلة رأس أًيْ: قليلو العدد وأنَّهم لا يرجعون من هذا الوجه أبداً، فقال الله تعالى: {وظننتم ظنَّ السوء وكنتم قوماً بُوْراً} هالكين عند الله تعالى بهذا الظَّنِّ.

1 | 2 | 3